موقف السلف من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يعرف السلف الصالح من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حقوق آل بيت النبوة، فيحبونهم ويعظمونهم لقد كان صديق الأمة يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته ويقول: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم - أحب إلى أن أصل من قرابتي. وأهل السنة متفقون على حب آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومودتهم، ومعرفة حقهم وفضلهم وعلو مكانتهم ومن كان من أهل البيت من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه، ولصحبته إياه، ولقرابته منه -صلى الله عليه وسلم - ، ومن لم يكن منهم صحابيًا فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه، ولقربه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، ويرون أن شرف النسب تابع لشرف الإيمان، ومن جمع الله له بينهما فقد جمع له بين الحسنيين. فأهل السنة هم أسعد الناس بتنفيذ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته حيث قال: "أذكركم الله في أهل بيتي" لأنهم يحبونهم جميعا ويتولونهم وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف بخلاف غيرهم من الروافض. موقف الروافض من أهل البيت يزعم الروافض أنهم شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم أولى الناس بهم، ويزعمون أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - قد جحدوا حق آل البيت وغصبوهم، واستحلوا دماءهم، وسأنقل لك أخي القارئ هذه العبارة من كتاب حقوق آل البيت لبعض غلاتهم حيث يقول: "ولكن سيدي يا رسول الله يا نبي الرحمة والهدى، أي مودة قدمت إليك بعد رحلتك الشريفة؟ إنها المودة التي أبعدوا بها وصيك وخليفتك عن مقامه وعن منصبه الذي أراده الله له، وأردته له. إنها المودة التي كسروا بها ضلع عزيزتك الزهراء، وأسقطوا جنينها، وأحرقوا بابها، ولطموا خدها وسودوا متونها، واقتادوا وصيك وأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو الكرار عند منازعة الأبطال. نعم هي المودة التي دسوا فيها السم بسبطك الحسن عليه السلام، والمودة التي أدت لحز رأس سيد الشهداء من الوريد إلى الوريد، واقتياد بناتك سبايا أمام البغاة. بلى سيدي يا رسول الله إنهم ما أرادوا المودة ولا القربى وإنما أرادوا إبراز البغضاء والحنقاء، ولا عجب وقد أبانوا ذلك عند احتضارك سيدي يا رسول الله بقولهم والعياذ بالله إنه يهجر، وحاشاك من الهجر والنقص وقد مدحك الله تعالى في كتابه في محكم التنزيل وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. نعم هي الحقيقة عزيزي خذها هديت إلى الحق حتى يُفرج الله عن بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وجعلنا الله من أنصاره وأعوانه ليثأر لله ولأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وآله ويقيم الحق ويدحض الباطل إن الباطل كان زهوقا". انتهى. ولا أدري هل سيثأر هذا المنتظر من أبي بكر وعمر ومن المبشرين بالجنة، أم سيثأر من أهل السنة الذين لا يتبعون هذا الباطل. ويكفي لرد هذا الغلو أن نذكر كلام بعض أئمة آل البيت في الغلاة، ومن كتب الشيعة أنفسهم قال جعفر الصادق: لعن الله عبد الله سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين، وكان والله أمير المؤمنين عبدًا طائعا لله. الويل لمن كذب علينا. وإن قومًا يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم. {مودة آل البيت ص35، وعزاه إلى رجال الكشى ص106} وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سيهلك فيّ صنفان، محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فيَّ حالا النمط الأوسط فالزموه. {نهج البلاغة خطبة 127 السنة لابن أبي عاصم} وقال الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لرجل ممن يغلو في آل البيت: ويحكم أحبونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا. فقال الرجل: إنكم ذو قرابة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأنتم أهل بيته. فقال: ويحكم لو كان الله نافعًا بقرابة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه. والله إني لأخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين. ووالله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين. لقد أساء آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون من دين الله حقا ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه، فنحن والله أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم حقا، وأحق بأن يرغبوا فيه منكم ولو كان الأمر كما تقولون إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرمًا، إذ ترك أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يقوم فيه كما أمره ويعذر فيه إلى الناس. فقال الرافضي: ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: أما والله لو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يعني بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: أيها الناس هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا، فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم - . اللهم إنا نشهدك أننا نحب آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كما أوصانا الحبيب المصطفى، فاجعل حبنا لآل بيت رسولك الكريم حبًا خالصًا مطهرًا بعيدًا عمن يتوهمون حبهم ويستحلون دماءهم. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. |